وديع عواودة-حيفا
تخشى جهات رسمية وغير رسمية في إسرائيل على مستقبل العلاقات مع تركيا عقب العدوان على أسطول الحرية لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة،في حين يعتقد غالبية الإسرائيليين أن تركيا دولة عدوة.
ويرى المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية الأسبق والسفير السابق لدى أنقرة ألون ليئيل أن مستقبل هذه العلاقات "رهن بالتحقيق الجدي في الهجوم على أسطول الحرية".
ويتوقع أن عدم تعاون إسرائيل مع لجنة تحقيق دولية سيؤدي إلى خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية بينهما من قبيل عدم إرسال سفير جديد إلى تل أبيب مدة طويلة.
وردا على سؤال للجزيرة نت عبر ألون عن أمله "بألا يُغرق أسطول الحرية" علاقات تركيا مع إسرائيل، وتابع أنه "دون حدث كبير كاستئناف المفاوضات مع سوريا بوساطة تركية أو إتمام صفقة تبادل أسرى، سنبلغ وضعا لا يكون فيه سفير تركي في تل أبيب".
وأطلق الجنرال عوزي ديان نائب قائد هيئة الأركان السابق رسالة تهديد مبطنة عبر إذاعة الجيش الإسرائيلي قبل أيام، معتبرا مشاركة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في أسطول جديد لكسر حصار غزة "إعلان حرب".
وسارع رئيس الجناح الأمني بوزارة الدفاع الإسرائيلية الجنرال عاموس جلعاد إلى تخفيف حدة التصريح المذكور، داعيا في الإذاعة ذاتها إلى "تصريحات عقلانية وقت الأزمات".
التوتر
وبعد أيام من العدوان على أسطول الحرية حذرت صحيفة هآرتس من تدهور العلاقات بين إسرائيل وتركيا.
وأشارت إلى أن تدهور العلاقات سبق وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة عام 2002، وأنه بدأ نتيجة خيبة أمل أردوغان من إسرائيل لرفضها وساطته بينها وبين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عشية عدوان "الرصاص المصبوب".
وأضافت أن انتقادات أردوغان لإسرائيل مختلفة في الأسلوب فقط عن انتقادات تصدر في الغرب أيضا، ودعت لترميم العلاقات مع تركيا ومع حكومتها بالمبادرة لإزالة الحصار عن غزة وتقريبها للمسيرة السياسية في المنطقة.
وقال معلق الشؤون العربية في الصحيفة تسفي بار إيل إن أوساطا تركية تخشى قيادة أردوغان تركيا إلى "المحور المتطرف" بما يعوق عملية إنجاز حل إقليمي. سبق أن أناط بأنقرة دور الوساطة مع سوريا
ألون ليئيل
دعوة للترميم
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت -الذي سبق أن أناط بأنقرة دور الوساطة مع سوريا- فأكد أن "تركيا ليست عدوة"، محذرا في محاضرة قدمها بجامعة حيفا من دفع تركيا إلى "محور الشر" وداعيا للإبقاء عليها حاجزا بين هذا المحور وإسرائيل.
ونوه أولمرت -الذي يعارض تشكيل لجنة تحقيق في العدوان- بالأهمية الإستراتيجية لعلاقات إسرائيل معها، قائلا إن "هذه دولة قوية يسكنها 80 مليون نسمة، واقتصادها متين وجيشها قوي، وعلينا بذل جهد كبير لترميم علاقاتنا معها".
وجاء في استطلاع للرأي أعده معهد الحياة الجديدة للأبحاث ونشرته صحيفة إسرائيل اليوم الأربعاء الماضي أن 78% من الإسرائيليين يعتبرون تركيا دولة معادية على خلفية تبعات الاعتداء على أسطول الحرية.
وأوصت وزارة الخارجية الإسرائيليين بالعزوف عن زيارة تركيا التي تعد وجهتهم السياحية المفضلة لاعتبارات أمنية، ونصحتهم باستبدالها بقبرص واليونان.